

هو لوحة إلهية مجبولة بالأخضر المترامي على الأطراف ليصبح ماء عند القعر ،
وعلى دفتية حضارة أبنية تُحار كيف شيدها الأقدمون الأولون
مكان بديع ممزوج بالجمال الرباني ... والغموض الطبيعي ... والسكون البديهي
قد يصعب على البعض حين يرى الصورة أن يصدق بأنها قطعة من كوكب الأرض
ولكن هذا الأبداع الألهي حقيقي يمكنك أن نراه عند زيارتك لسويسرا الشرق - لبنان ، أنة
أو ما يعرف أيضاً بأسم " وادي قنوبين " أحد أعمـق وديــــان لبنـــــــــــان
وكلمة " قاديشا " مُشتقّة من " القداسة " وتعود التسمية لكثرة وجود الأديرة والكنائس والمساجد فيه
ومن المحتمل أن هذا الاسم أطلِق على الوادي قبل دخول المسيحيّة إلى المنطقة.
حيث أن روعة المكان ورهبتة وسكونة كان وجهة اعتكاف الكثير من المسلمين
كما ذكر الرحالة الأندلسي ابن جبير عندما زار وادي قاديشا في القرن الثاني عشر وشهِد بأنّ
مسيحيي جبل لبنان كانوا يقدّمون الطعام والمؤن إلى المسلمين الذين اختاروا الانقطاع عن الدنيا
والإتجاة الى عبادة الله الواحد الأحد
يقع هذا الوادي في قضاء بشري في شمال لبنان على بعد 121 كلم شمال العاصمة بيروت
و يرتفع عن سطح البحر 1500م ، ويجري في أعماقه نهر وادي قاديشا الذي ينبع من
مغارة تقع عند أقدام أشجار الأرز التي تُشرف عليها أعلى قمم جبال لبنان ( القرنة السوداء )
وتكثر فيه الينابيع وأشجار الفاكهة.
يبدأ جريان الوادي عند بلدة بشري، ويصبّ فيه عدد من الوديان الرافدة
بعد أن عبر بلدة طرابلس وتحوّل فيها اسمه من نهر قاديشا إلى نهر أبي علي
ثم ينفصل الوادي بعد ذلك إلى شعبتين عند بلـــــــدة طورزا
* تتجه احداها إلى بلدة إهدن وتعرف باسم " وادي قزحيّا "
* والثانية نحو الأرز وتُعــــــــرف باسم " وادي قنوبين "
وعلى الطريق القديمة بين الأرز وبشري تقع مغارة قاديشا
المزدانة بالطوابق والنوازل الكلسية التي تتدفق منها المياه التي تشكل نهر قاديشا
خلال زيارتك للوادي سوف تمتع ناظريك بكل ألوان الجمال
بدءاً من ألوان النهر الزرقاء البديعة
مروراً بخضرة الأشجار التي تكسو الجبال
ووصولاً إلى بياض الضباب والسحاب
الذي يجعل من قاديشا لوحة أسطورية بالغة الجمال والأبداع
كما يمكنك زيارة متحف الكاتب جبران خليل جبران الذي أنشئ في 1975
والذي يعتبر وادي قنوبين مسقط رأس الكاتب المبدع جبران خليل جبران
ولجمال المكان وروعة طبيعتة وتناغمة مع الإنسان
وضعت منظمة اليونسكو هذا المكان ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي
ويعتبر الوادي وجهة جذابة لهواة المشي والتسلق وللتمتع بمناظره الطبيعية وتنوعه النباتي
فعند المشي بالوادي تشعر أن ثمة ما يدعوك للخشوع والتأمل
في سكون الجبال وهدؤ المكان وصمت الصخور الشاهقة التي تكاد أن تنطق
وبسبب طرقه الجبلية الوعرة عملت الجهات المختصة على إقتراح تبليطها بالحجر او بالخشب
واقامة جسور للمشاة مشدودة بالحبال، وانشاء نقاط تجمع ومسارات يطل منها الزائر على الوادي
وذلك تشجيعاُ منها للسياحة بهذا المكان الرائع
أتمنى أن أكون قد وفقت في أختيار المكان لإفادتكم
وتقبلوا ودي لكل من يمر على هذة الصفحة ويستحسنها
أختكم في الله


تعليق